كيف نختار مهنة المستقبل وموضوع دراسة يلائم ميولنا وقدراتنا ؟
أي مهنة أتعلم ؟!
تدخل فى حياتنا عوامل مختلفة ذات أهمية بالغة عند توجهنا لاختيار المهنة، حيث يساهم الاختيار الصحيح للمهنة بإشعارنا بالراحة النفسية والتكيف الاجتماعي خلال الدراسة وبعدها. كما يقرر الى حد ما المركز الاجتماعي الذى نحصل عليه ومدى نجاحنا وتقدمنا فى مهنتنا. تدل الاحصائيات على أن أكثر من % 40 من الطلبة الجامعيين العرب يغيرون موضوع دراستهم الجامعية بعد السنة الاولى. وذلك لأسباب عديدة أهمها عدم حصول الطالب على توجيه ملائم لاختيار مهنة مناسبة لميوله وقدراته التعليمية. سنحاول من خلال هذه المقالة التطرق الى كيفية اختيار المهنة على أمل أن نساهم بمساعدتكم على أتخاذ القرار الذي يلائمكم شخصيا.
من أستشير، كيف أقرر؟!
عزيزي/تي الطالب/ة، ماذا نتعلم؟ وأين نتعلم؟ هو قرار صعب ومحير واتخاذه يحتاج الى الكثير من التفكير والمشورة، وعادة ما نحصل على مشورة من الأصدقاء والمدرسين والعائلة، مشورة غالبا ما تكون متأثرة بالرأي الشخصي وبما يريدون رؤيته فيك. نقترح عليك التوجه الى أستشارة مهنية في المدرسة أو خارجها. يمكننا في مركز التوجيه المهني توجيهك الى مستشارين متخصصين حسب حاجتك.
لمن القرار، من يقرر ماذا سأتعلم؟!
فى كل الحالات يجب أن تتذكر أن القرار هو قرارك أنت، وأنت تتحمل مسؤوليته ولذا عليك التفكير مليا بهذا الموضوع خاصة وأنك تتعلم لزمن غير الذي تعلم له والداك وحتى مدرسيك. العوامل التي تؤثر علينا عند إتخاذ القرار حول مهنة المستقبل.
جمعية التوجيه الدراسي للطلبة العرب. إن العوامل التى تؤثر علينا عديدة وكثيرة وعند التفكير بها علينا حصرها بشكل منظم، لنستطيع اتخاذ قرار عقلاني، يناسب حاجاتنا، ميولنا وقدراتنا. وعندما نتحدث عن هذه الأمور الثلاثة علينا أن نتذكر أن ما يبلورها هو ما عشناه ونعيشه اجتماعيا، اقتصاديا وسياسيا. من العوامل التي تؤثر على اختيار المهنة على سبيل المثال، العوامل الاجتماعية مثل الاعتبارات الاجتماعية )لائق، غير مناسب للفتاة(، توجيه الأهل، توقعات الآخرين مني، أصدقائي.
والعوامل التربوية ومنها التخصص في المرحلة الثانوية، والذي يقرر لبعض الطلاب، خصوصا في الصفوف غير المعدة للبجروت، مسار الدراسة العليا. هذا الواقع يتطلب من المدارس توفير المعلومات والارشاد للطلاب حول المسارات الأكاديمية وغير الأكاديمية الموجودة في البلاد.
تقسم المدارس عادة، صفوف الحادي والثاني عشر للتخصصات التالية:
تركيز فيزياء - رياضيات
تركيز بيولوجيا - كيمياء
تركيز أدبي )تاريخ، جغرافيا، لغة عربية وعلم إجتماع(
تركيز مهني
تركيز تكنولوجي
وغيرها ...
يؤثر هذا التقسيم على توجه الطالب لمسار التعليم فوق الثانوي وعلى بلورة هويته المهنية.
لتوضيح الاعتبارات التي يجب أخذها بالحسبان قبل اتخاذ القرار نقوم بتقسيمها الى أربعة أنواع:
1. إعتبارات شخصية- وتشمل ميولنا، قدراتنا، صفاتنا، مواهبنا، تجربتنا الحياتية وحالتنا الصحية.
2. إعتبارات تتعلق بالعمل في الموضوع - المحيط الفيزي للعمل، ساعات العمل، مستوى المسؤولية.
3. إعتبارات تتعلق بإمكانيات دراسة الموضوع: ملاءمة تخصصنا الثانوي ومتطلبات القبول لموضوع التعليم، مكان التعليم، احتمالات القبول، نوع مؤسسة التعليم، متطلبات سوق العمل.
4. إعتبارات إجتماعية إقتصادية- مثل: التأثيرات العائلية والبيئية، امكانيات دفع قسط التعليم والحصول على دعم مادي. التعليم العالي ومستقبلنا المهني
1. الاعتبارات الشخصية:
الميول المهنية:
لقد ساهم كل من حولنا منذ ولادتنا، عن وعي أو عن غير وعي، في بلورة هويتنا المهنية وتطوير هوايات ومواهب في شخصيتنا. وقد إختلف العلماء في تفسير مدى تأثير الوراثة مقابل التعليم في بلورة هويتنا المهنية، ولكنهم إتفقوا على أن لما نعيشه منذ ولادتنا وبالذات في السنوات الأولى من مراحل إكتساب الحضارة، له تأثير على أهوائنا المهنية مثلما له تأثير على باقي مزايانا الشخصية. إن ممارسة الهوايات المختلفة من شأنه تطوير مهاراتنا في مجالات مختلفة وتعريفنا على ميولنا ورغباتنا. فمن خلال ممارسة الهوايات نكتشف في أنفسنا قدرات وميولا، ونطور ثقتنا بنفسنا لنجرب ما هو جديد ونمارسه. إن إهتماماتنا ورغباتنا مختلفة كما أن تجربتنا اليومية والحياتية تختلف عن تجربة أخوتنا وأهلنا، وتختلف عن تجربة زملائنا في المدرسة. ومن هنا نرى سبب الاختلاف في إختيار المهنة وتنوع الأعمال لدى الناس العاملين.
علي أن أتذكر أن إختيار مهنة تناسب ميولي من شأنها أن:
- تساعدني على تحقيق ذاتي.
- تريحني نفسيا لأمارس المهنة بمتعة.
- تساهم في تطوير طموحاتي الاجتماعية والاقتصادية.
- تمكنني من إتقان عملي أكثر.
للتعرف على ميولنا يفضل أن نجرب أعمالا مختلفة. فقد برهنت الأبحاث على أن الأقسام المهنية في المدارس الاعدادية والثانوية تساهم في تعريف الطالب، من خلال ممارسة المهنة، على رغباته، هواياته، وإمكانياته. فكثيرون من خريجي الاقسام المهنية يستمرون في العمل بمهن تعلموها في المدارس. ممارسة هؤلاء الطلاب للمهنة مكنتهم من التعرف على ميولهم وقدراتهم بشكل أفضل. ماذا عن قدراتنا ؟؟
1.2 القدرات البدنية، الذهنية-التحصيلية والنفسية:
من خلال تجربتنا الحياتية نتعرف تدريجيا على قدراتنا، والتي تدخل ضمن الاعتبارات الشخصية، منها ما نشعر به بأنفسنا ونقيمه على المستوى الشخصي، ومنها ما يقيمه المحيطون بنا مثل الأهل، الأصدقاء، المعلمين والامتحانات. جمعية التوجيه الدراسي للطلبة العرب.
القدرات البدنية: تشمل قدرتنا الجسدية على تحمل نوع معين من العمل. مثل القدرة على الجلوس لفترة طويلة، أو إمكانية السير أو التحمل أو سماع الضجة خلال العمل. فلكل منا قدرة جسدية مختلفة، ومن المهن ما يتطلب حمل أشياء ثقيلة، ومنها ما يتطلب الوقوف لساعات طويلة أو المشي مسافات خلال القيام بالعمل. إن وجود عاهة جسمانية أو نقص جسماني مولود أو مكتسب، يمكن أن يؤثر على إختيار موضوع دراسة أو ممارسة مهنة معينة. فيمكن أن يكون الانسان طويلا أو قصيرا، سمينا أو نحيلا، أعرج أو ذا عاهة قلبية، مريضا بالربو أو كفيف البصر، أصم أو أبكم أو غير ذلك، وهذه الأمور قد تؤثر على قدرة القيام ببعض المهن. القدرات الذهنية التحصيلية: غالبا ما تقاس هذه القدرات بواسطة الامتحانات والفحوصات المستمرة خلال الدراسة في المراحل المختلفة، وتحاول الامتحانات النهائية، البجروت والبسيخومتري، تقييم قدراتنا الذهنية، التحصيلية لتكون بمثابة مقياس من قبل مؤسسات الدراسة العليا لقبولنا لمواضيع التعليم. العلامات والتقييم الذين نحصل عليهم من قبل الآخرين من شأنهم التأثير علينا في مستوى تطلعاتنا وآمالنا بأن نقبل لمواضيع التخصص والعمل.
2. اعتبارات تتعلق بالعمل في الموضوع:
يوجد لكل موضوع ندرسه أو نعمل به، متطلبات خاصة تؤثر علينا، كما توجد لكل إنسان مميزات شخصية خاصة به، وهذه المميزات التي يتصف بها عن غيره لها تأثير كبير في اختيار المهنة، فهناك الانسان الذي لا يميل للعمل مع الجمهور ويقابله الانسان الذي يفضل العمل الجماهيري، وهناك الإنسان المتأني في العمل مقابل الانسان الذي يميل الى تنفيذ الأعمال بسرعة، وهناك الطموح، القيادي والمسؤول وهناك من يفضل أن يتلقى التعليمات الواضحة لتنفيذ العمل. كثيرا ما نجد أن هناك فرق شاسع بين دراستنا للموضوع بمرحلة ما بعد الثانوية وبين العمل بهذا الموضوع. وعليه فمن الحري بنا أن نراجع الاعتبارات التي تتعلق بالعمل بالموضوع وليس بدراسته فقط. من هذه الإعتبارات مثلا:
1. المحيط الجغرافي للعمل: فمن الأعمال، تلك التي نمارسها في الهواء الطلق ومنها في غرفة مكتب ومنها ما يتطلب العمل مع طواقم، ومنها بشكل منفرد أو مع آلات وأجهزة.
2. السفريات بالمهنة: تتطلب بعض المهن من العامل فيها أن يسافر كثيرا، مثل المرشد السياحي. وقد يتطلب هذا العمل البقاء خارج البيت لساعات عديدة وأحيانا المبيت خارجه.
3. ساعات العمل: تتطلب غالبية الأعمال العمل في ساعات اعتيادية . الا أن بعضها يتطلب التعليم العالي ومستقبلنا المهني ملاءمة أوقات العمل لظروفه، مثل مهنة التمريض والطب.
4. الأمان الاجتماعي: وهو يتعلق هنا بتلقي الأجرة الشهرية في موعدها، تعويضات في نهاية فترة العمل وعند الشيخوخة، عطلة مدفوعة الأجر، وهذا مهم للبعض، هنالك من يفضل الاستغناء عن هذه العوامل، مثل أصحاب المهن الحرة، على أمل أن يحصلوا على أجرة أعلى وهذا يتعلق بوضع سوق العمل ونجاحهم في مهنتهم وحاجة المجتمع اليها. فالمعلمين الأجيرين مثلا يشعرون بالأمان الاجتماعي، أما أصحاب المهن الحرة فأمنهم الاجتماعي يتعلق بالسوق ووضعه وتقلباته. بالإضافة إلى العوامل التي ذكرناها حتى الآن من الضروري أخذ العوامل التالية بالحسبان:
5. إمكانيات التقدم المهني.
6. مستوى المسؤولية في العمل.
7. المكانة الإجتماعية للمهنة.
8. الصلاحيات التي توكل للعمال.
9. الإستقلالية في العمل.
10 .العلاقة مع جمهور خلال العمل.
11 . موضوع وآلية العمل.
12 . امكانية ايجاد عمل في الموضوع.
13. اعتبارات تتعلق بدراسة الموضوع أو المهنة:
بعد فحص ميولك وقدراتك ومتطلبات العمل بالموضوع عليك أن تفحص العوامل التي تتعلق بدراسته من حيث المكان، شروط القبول والتخصص المهني فيه. وعليك هنا التساؤل هل يؤهلك الموضوع الذي قررت تعلمه للعمل بمهنة تخصص أم أنه يؤهلك لبدء التخصص، أم أنه يمنحك تأهيلا ثقافيا فقط ولا يؤدي الى تخصص بمهنة معينة؟. فدراسة الآداب، الفلسفة، الاقتصاد أو التربية العامة مثلا، تتطلب تخصصا إضافيا لكي تتمكن من إيجاد عمل.
العوامل التي تتعلق بالموضوع متعددة، مثلا:
الجدوى الاقتصادية )الأجرة( من دراسة الموضوع.
المواضيع التي أقبل لها)متطلبات القبول(.
إمكانياتي الاقتصادية )لدفع قسط التعليم(.
بعد مؤسسة التعليم عن مكان سكني.
امكانيات التخصص في الموضوع.
المستوى التعليمي والمسؤولية في الموضوع.
جمعية التوجيه الدراسي للطلبة العرب
مستوى التعليم والمسؤولية ؟
ما هو المستوى الذي ترغب أن تتعلم به؟ والذي يقرر في غالبية الأحيان عدد سنوات التعليم في الموضوع. هنالك ثلاث مستويات رئيسية: 1 )عال(، 2 )متوسط( و 3 )منخفض(. المستوى 1 العالي : يشمل مواضيع تستلزم دراسة أكاديمية لمدة 3- 4 سنوات على الأقل، ويحصل المتعلم في نهايتها على شهادة جامعية، والعمل في هذه المهن يتطلب مسؤولية وإستقلالية وإصدار تعليمات وتوجيهات. المستوى 2 المتوسط : يحتاج الى دراسة في معاهد من سنتين- ثلاث أو حتى أربع سنوات،
وعلى الغالب ليست أكاديمية. في هذا المستوى يكون العامل مسؤولا تنفيذيا مثلا: هندسي، فني، عامل مختبر، ممرض أو خبير فحص النظر. أما المؤسسات فيمكن أن تكون دار المعلمين، معهد الهندسيين، الفيتسو، معاهد وكليات تخصص مثل معاهد أورط أو كلية الجليل الغربي وما الى ذلك. تجدر الملاحظة هنا أن قسما كبيرا من هذه المعاهد الوسطى طورت برامجها، مواضيع وعدد سنوات التدريس فيها حتى تناسب المستوى الأكاديمي أو ارتبطت في بعض مساراتها مع جامعات معينة وأصبحت تمنح لقبا أكاديميا. المستوى 3 المنخفض: لا يحتاج الى متطلبات خاصة، ويحتاج الى سنة واحدة على الأقل للتأهيل المهني مثلا: ميكانيكا، مساعدة طب أسنان، فني أجهزة التكييف، كهربائي سيارات، مجلس سيارات أو عامل جنائن وما الى ذلك .
* ماذا أستفيد من التخصص ؟:
التخصص بالتعليم العالي يمكنني من تحسين وضعي الاقتصادي.
التخصص متعة ويوسع آفاقي العلمية.
التخصص يحسن وضعي الاجتماعي في بلدتي ومجتمعي.
التخصص يمكنني من المنافسة بشكل أفضل على أماكن العمل مقارنة مع غير المختصين.
التعليم العالي هو الأساس للحفاظ على وجودنا في وطننا.
التخصص يمكنني من أن أكون مبتكرا وخلاقا في عملي.
التخصص يساعدني في الانخراط في سوق العمل)ايجاد عمل(.
التعليم العالي ومستقبلنا المهني
4. إعتبارات إجتماعية وإقتصادية:
وهي إعتبارات نشعر بها يوميا ونتحدث عنها مع أقربائنا وأصدقائنا منها: مكانة العائلة الاجتماعية، عمل الأهل، توقعاتنا من أنفسنا وتوقعات الآخرين منا، وهناك الاعتبارات الجنسوية مثلا: مهن تلائم الرجل أو المرأة في مجتمعنا ولا نجزم هنا أن هذه الاعتبارات ليست صحيحة دائما لأنها إعتبارات شخصية تختلف بإختلاف الظروف الاجتماعية والشخصية لكل منا. وإنما يجب أخذها بالاعتبار عند الإقدام على دراسة مهنة معينة، فللبيئة الاجتماعية والاقتصادية للفرد، ولمحيطه ومجتمعه دور في بلورة هويته المهنية وتأثير على إختياره للمهنة، وبوضع المواطنين العرب الفلسطينيين في إسرائيل، هناك تأثير أيضا للوضع السياسي على إختيارنا للمهنة
)اختيار مهنة يمكننا العمل بها(.
0 commentaires: